بسم الله الرحمن الرحيم
أولي السطور أكتبها من بداية وعيي و اداركي لواقعنا
أدركت الحياة السياسية في الحرب علي غزة, شاهدت بسالة المقاومة و شراستها تفدي بروحها من أجل أن تعيش حرة.
شاهدت روعة الفداء من أجل العقيدة, و شاهدت الخيانة و حقارتها, شاهدت مبارك بسلطاته يمنع عن الشعب القلسطيني أدني حقوقه و يترفع عنهم بقسوته و جبروته, كانه فرعون عصرنا الحديث.
حينها كنت لا أدرك ما يحدث أمامي من فقر و قهر و عدوانٌ علي حساب قلة من بني مصر, فكانت أيات الله تصفهم "وتأكلون التراث أكلا لما ( 19 ) وتحبون المال حبا جما ( 20 ) كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( 21 ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( 22 ) وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( 23 ) )."
و كانت البداية بالنسبة لي, إلي ان وصل الامر كأنه كفرٌ بــواح, بانتشار حالات التعذيب و القهر السلطوي لأمن الدولة, كانت المئاسي تتبعثر كل يوم, من فقر و أمراض و تعذيب و جهل إلي أخره, بل وصل إلي حد الوأد.
كانت الحركات الشبابية في بداية مولدها و عانت من أبشع وسائل السلطة, أعتقالات بالجملة, أختطاف, تعذيب و قتل و مع ذلك أستمروا و تحملوا المصاعب إلي أن جاء القطار بعد ما انتظرناه طويلاً طويلاً, مرورً بالبرادعي و خالد سعيد, من أيقظونا من قبورنا و جلسنا ننظر للحياة بإشراق, فكانت الدعوة للخامش و العشرين, و قد كـــان !
تحمل الشباب بجميع أطيافهم و تعدديتهم بكل ما أؤتيوا من قوي أبشع وسائل أجهاض الثورة, بل أن الأمر وصل للتخوين من قبل ادوات النظام حتي رضخ قلة من الشعب إليهم و حاربوا الثورة إلي أن خُلعاَ مبارك, فكانت بداية النهاية لشباب الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق